مقالات

أفكار بصوت مرتفع

جريدة موطني

أفكار بصوت مرتفع
زينب كاظم

أفكار بصوت مرتفع
كيف يفكر السفاح …
كلنا كبشر اسوياء الفكر والعواطف نتساءل دوما عندما نسمع قصة سفاح وعدد الأشخاص الذين قتلهم بدم بارد وبدون أدنى شعور بالذنب بأنه كيف يفكر وهل يندم بعد فعلته وهل للقتل لديه متعة خاصة وهل يعتبرها جريمة أصلا وهل هو مجنون أو مريض نفسي أو لديه هوس بالدم وغيرها وغيرها من الاسئلة وقد قمنا ببحث بسيط حول طريقة تفكير السفاح وكأننا قمنا بالتجول في عقله ونحن هنا سنستبعد أنه يكون مريضا نفسيا لأنه وكما أسلفنا في مقالات سابقة أنه أنه( ٩٠بالمائة) من الأمراض النفسية لا تدفع صاحبها للقتل لكننا سنشرح في هذا المقال كيف يفكر القاتل والمجرم والسفاح كشخص بعيد عن المرض النفسي وسنسلط الضوء على نمط وطريقة تفكيره العجيبة وسنعيد أننا سنركز على القتلة المتسلسلين والسفاحين وليس القتلة الذين قتلوا شخصا بسبب موقف ما أو سبب ما أو قتلوا بلحظة غضب أو مشكلة ما حدثت بين أثنين وانتهت بالقتل بل القتلة والسفاحين الذين يقتلون الناس بدون ادني شعورا بالذنب ،سنتجول في أمخاخهم ونراهم كيف يفكرون .
أن هناك دكتور أسمه جيمس فالون قضى هذا الدكتور مدة ٣٥ سنة يدرس السلوك البشري وتحديدا سلوك السفاحين والقتلة المتسلسلين (المضطربين عقليا وليس نفسيا )،قدم الدكتور فولون محاضرة في جامعة كاليفورنيا تتكلم عن الأسباب الكامنة وراء السلوك المرضي للقتلة المتسلسلين و السفاحين وأنهم يتميزون على غيرهم من القتلة بأنهم يستطيعون القتل بلا أي دوافع يعني بدون أدنى سبب ممكن للسفاح أن يقتل وعمل هذا الدكتور على فهم العوامل التي بإمكانها انتاج قتلة سفاحين بدون أن يكون هناك مرض نفسي يدفعه لذلك وركز على العوامل الوراثية وعلم التخلق وهو العلم الذي يتهم بدراسة اختلاف الصفات أو السمات وتلف الدماغ والعوامل البيئية أي أنه وحسب وجهة نظر دكتور فالون أن هذه العوامل تؤثر على شخص وأن حدوث خلل في أي واحدة من هذه العوامل ممكن أن يصنع لدينا سفاح ولكي يؤكد كلامه أجرى دراسة على سبعين شخص وكانوا مختلفين ومن بيئات مختلفة ومن بين هؤلاء السبعين شخصا كان هناك سفاحين وقتلة ووجد هناك أشياء مشتركة بين كل السفاحين ومن هذه الأشياء تضرر الدماغ أذ وجد أنه كل القتلة والسفاحين الذين خضعوا لتلك الدراسة أنهم جميعا كان لديهم أضرارا كبيرا بالقشرة الأمامية المدارية للدماغ والموجودة فوق العين أي أن كل السفاحين لديهم خللا ما في هذا المكان وهذا الخلل واصل حتى الجزء الداخلي للقشرة المخية والبعض لديهم تلف في الدماغ لكن بطريقة مختلفة أي أن هؤلاء السفاحين يعانون من تلف معين بالدماغ يعني وحسب اللهجة العربية الدارجة مخه ضارب ،والشيء الثاني أن أغلب السفاحين من الذكور ،هناك جين في جسم الأنسان يسمى (MoAo)
وهذا الجين له علاقة بالسلوك العدواني للأنسان وأيضا له اسم اخر وهو الجين المحارب وهذا الجين وهذا الجين موجود بشكل واضح عند الذكور ووجد دكتور فالون أثناء دراسته على السفاحين أن هذا الجين موجود وبشكل كبير عند القتلة المتسلسلين والسفاحين من الرجال لذلك أنه يعتقد أنه معظم السفاحين من الذكور ومن ثم تحدث عن السيروتونين وقال أن السفاحين الذين لديهم جين المحارب هم معرضين للسيروتونين والسيروتونين هو أحد الناقلات العصبية وهو مادة تلعب دور كبير في التحكم بمزاج الأنسان لكن هذا الناقل العصبي هذا جدا غريب يعني مثلا اذا زاد السيروتونين عن حده في جسم الأنسان يطور مناعة ضده ولتقريب الفكرة سنضرب مثالا يوضح ذلك وهو أنه كلما زاد الشيء عن حده انقلب ضده أي أن هذا الهرمون إذا زاد يطور بنفسه مناعة ضده فيصبح الانسان عاجزا عن التحكم بمزاجه وغضبه وتوتره عند مروره بمواقف الحياة المختلفة أي أنه إذا هذا الهرمون يكون صعبا على الإنسان أن يتحكم بغضبه وأعصابه أما السبب الأخر الذي أكد عليه فالون هو التعرض للعنف إذ قال فالون وهو يعتبر أهم عامل لتكوين شخصية السفاح اي أن العوامل الأخرى التي ذكرناها حتى وأن وجدت احيانا لا تصنع سفاحا وقاتلا متسلسلا لكن التعرض للعنف في الطفولة ممكن أن يصنع ذلك وبكل تأكيد لذلك دوما نحذر الناس إلا يعرضوا أولادهم للعنف الكثير لأن العواقب دوما تكون خطيرة ووخيمة، والان عرفنا ماذا قال فالون عن القتلة المتسلسلين وما تحدث عن العوامل التي دفعتهم لذلك .
ومن الجدير بالذكر معرفة من أهم القتلة المتسلسلين اي تعريفهم فالقاتل المتسلسل أو السفاح هو وبحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي( FBI) الشخص الذي قتل ثلاث أشخاص أو أكثر خلال مدة تتعدى الشهر مع فترة راحة بين كل جريمة وأخرى وغالبا ما تكون دوافع السفاح نفسية اي من أجل الأشباع الجنسي أو الغضب أو المال أو حتى الشهرة لأن أغلب السفاحين مشهورين والجميع يتحدث عنهم لذلك الكثير من السفاحين كانوا يقتلون كي يصبحوا مشهورين فقط ،ويقول مكتب التحقيقات الفيدرالي أن سبعين بالمائة من السفاحين عانوا من ادمان الكحول أو المخدرات وقد واجه أغلب السفاحين أو القتلة المتسلسلين من اعتداءات جنسية أو جسدية وأغلب تلك الاعتداءات هذه قد تكون من اهلهم أو من معارفهم أو على الأقل عانوا من الأهمال وهذا الأمر أثر بشكل سلبي على ثقتهم بنفسهم و قدرتهم على تكون علاقات سوية وصحية مع باقي الناس وأغلب السفاحين اعترفوا أنهم بداؤا بجرائمهم وخيالاتهم بتجربتها أولا على الحيوانات الصغيرة قبل الأنتقال لتطبيقها على البشر وقد اعترفوا بأنهم كانوا يتلذذون بتعذيب الحيوانات وبما أن أكثرهم تربوا داخل أسر متفككة لذلك لا يوجد رقيب أو محاسب على سلوكهم العدواني تجاه الحيوانات أو أنهم اهاليهم لا يعلمون شيئا عنهم من الأساس فمثلا كان هناك سفاحا يدعي جفري دامر وهذا السفاح كان يعذب القطط والكلاب والضفادع عندما كان طفلا وبعدها مراهقا قبل أن ينتقل للبشر ويأكل اعضاؤهم في فترة السبعينيات ،كذلك الكثير من السفاحين كانوا يحتفظون بتذكارات تخص ضحاياهم مثل اظافر أو اصابع أو اذان أو أسنان أو صورة وغيرها بحسب تفكيره وضميره مثلا تيدباندي الذي قتل واغتصب من ثلاثين إلى مئة امرأة في الولايات المتحدة الأمريكية فعندما قبضوا عليه سألوا لماذا تحتفظ بتذكارات من ضحاياك فأجابهم أنه الأنسان عندما يعمل ويتعب من أجل إنجاز أو هدف معين فبكل تأكيد أنه لا يريد أن ينساه فأنا كنت اخذ هذه الصور كي لا انسى انجازاتي ،ورغم أنه لا يوجد شئ يؤكد أنه طفل ما سيصبح سفاح ولكن هناك ثلاث عوامل تحذيرية إذا توفرت عند الطفل فمعناها أنه يوما ما سيتوجه إلى السلوك الاجرامي وتحديدا أنه سيصبح قاتلا متسلسلا أولا تعذيب الحيوانات والتبول اللاارادي ولفترات طويلة تمتد من الطفولة إلى المراهقة والهوس باللعب والعبث بالنار وهذه العوامل الثلاث يطلق عليها علماء الجريمة الثالوث وإذا توفر الثلاث معا فهناك بكل تأكيد فرصة كبيرة ليكون قاتلا متسلسلا ،هناك مجلة مختصة بعلم الجريمة قالت إن معظم السفاحين والقتلة المتسلسلين لا يستجيبون كباقي الناس للأشياء التي تخيف الأسوياء من البشر وهم دوما يحتاجون لحافز قوي جدا كي يثير الخوف عندهم كذلك أن السفاحين يحتاجون لجرعة كبيرة من الإثارة والخوف كي يثارون ويخافون كباقي الناس ،وتفوز الولايات المتحدة الأمريكية بالمركز الأول بوجود اكبر عدد من السفاحين المتسلسلين وتحتل ستة وسبعين بالمائة من مجمل السفاحين العالميين وبعدها تأتي اوربا بنسبة سبعة عشر بالمائة ويشكل الرجال نسبة تسعين بالمائة من نسبة القتلة المتسلسلين بالعالم وعشرة بالمائة فقط من النساء هن قاتلات متسلسلات لكن اغلب الضحايا تكون من النساء وبنسبة خمسة وستون بالمائة اي ان أغلب السفاحين الرجال ضحاياهم نساء .
وسنقسم الدوافع النفسية للسفاحين لأربع فئات رئيسية وهي دوافع حالمة وهي تتعلق بإحساس السفاح وهو أنه هناك قوة خفية مسيطرة عليه تدفعه للقيام بذلك مثل صوت الشيطان وصوت الرب مثلا قد يقول السفاح بأن هناك صوت قال لي قم واقتل أو هناك قوة خفية تسيرني كما تريد أو دوافع تتعلق بمهمة معينة فمثلا هناك سفاحين يزعمون أنهم يريدون أن يخلصوا العالم من بنات الليل فيقوم بالتقرب منهن ومن ثم قتلهن أو قد يكون المجتمع يقوم بعمل لا يعجبه ويراه خطيئة فيصبح كل من يقوم بذلك هدفا لذلك السفاح أو قد تكون الدوافع تلذذية إذ أنه يحقق القاتل متعته بالقتل أما الدافع الأخر فهو الهوس بالسلطة والقوة أي أن السفاح يحب أن يرى نفسه قويا ومسيطرا ومتحكما بحياة ضحاياه .
وأن ما أثار فضولي لهذا الموضوع هو الدواعش ووحشيتهم وظلمهم وقتلهم الأبرياء فمثلا قبل فترة رأيت داعشي واضعا جثة بشرية مطبوخة ويحادثها ويشمت بها فأثار الموضوع اشمئزازي وقرفي وذعري في أن واحد والدواعش هم أشد أنواع السفاحين والقتلة المتسلسلين ظلما وحقدا وجهلا وأستميحكم عذرا اني ذكرت أبشع مخلوقات الله وهم الدواعش بهذا المثال المؤلم
حفظنا الله وإياكم من كل انسان ظالم وحاقد ومتعطش للدم ..

أفكار بصوت مرتفع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى